القائمة الرئيسية

الصفحات

كيفية المحافظة على الحب بين الزوجين

كيفية المحافظة على الحب بين الزوجين

كيفية المحافظة على الحب بين الزوجين

الحب هو أحسن و أجمل إحساس في الكون، هو أنقى المشاعر و أطهرها، هو الهروب من كل مواجع الدنيا لإيجاد السكينة و الأمان، و كم سيزداد جمالا إذا اختتم بزواج، لكن ما هذه إلا خطوة جديدة في عالم الحب.


لذلك فأنا أرى أن الحب بعد الزواج كالزهر الذي يجب عليك المداومة على الاعتناء به، سقيه و ريه و مراقبته كل حين، لأنك إذا أغفلت عنه سيذبل ويموت هكذا الحب.


و للتوضيح أكثر أريد أن استحضر مقولة مغنون ماكلولين : "يتطلب الزواج الناجح الوقوع في الحب عدة مرات، دائما مع نفس الشخص"، و التي هي بمثابة دعوة مباشرة إلى ضرورة إحياء الحب للحفاظ على استمراره.


و هذا يا أعزائي ما سنتطرق له في هذا المقال الذي سنوضح لكم من خلاله بعض الأسباب التي تسهم في إخماد شعلة الحب في حياة الزوجين وطرق التخلص منها للحفاظ على لهيبه وإعادة إحيائه من جديد، فأتمنى لكم قراءة ممتعة.

أسباب نقص الحب بين الزوجين

أسباب نقص الحب بين الزوجين

يقال أنه لإيجاد حل لأي مشكل كيفما كان نوعه، وجب عليك البحث عن أسبابه واقتلاعها من جذور المشكل، لذلك بداية سنتطرق إلى بعض الأسباب التي من شأنها أن تخمد لهيب الحب بين الأزواج، و التي عليكم أن تحاولوا تفاديها للحفاظ على شموخ حبكم:


غياب الحوار و المناقشة

ما تفتقر إليه أغلب العلاقات الزوجية هو الحوار، فعند أول مشكل نجد الزوجين قد ابتعدا عن بعض، رغم عودة المياه إلى مجاريها بعد ذلك إلا أنهما ببساطة يتجهلان الأمر كأن شيئا لم يحدث، وهنا يكبر احتمال الوقوع في نفس المشكل مرة أخرى، و السبب في نظري هو عدم مناقشة الأمر والبحث عن جذور المشاكل ومحاولة تلافيها فيما بعد.


الخجل الجنسي بين الازواج

نحن كعرب مسلمين نعاني من مغالطة كبيرة و هي الخلط بين الحياء و الخجل الجنسي، و اعتبار أن الخجل في العلاقة بين الزوجين ميزة في حين أنها العكس، فنسبة كبيرة من مشاكل الطلاق التي تواجهها مجتمعاتنا اليوم اتضح أن من ورائها اسباب جنسية، حيث نجد المرأة في العلاقة الحميمية كجماد لا تحرك ساكنا و في المقابل الزوج الذي يعتبرها كجسد يفرغ فيها غريزته، و بعدها يخلد الاثنان للنوم، و يتكرر الأمر حتي يتم قتل آخر ذرة حب بين الزوجين.


عدم احترام المساحة الشخصية للطرف الآخر

أكثر ما يستهلك الحب هو كثرة القرب، و ما أقصدة ملازمة الشريك طوال الوقت، و عدم ترك أي مساحات خاصة له، فنحن كبشر بطبعنا لا نحب الإحساس بالتقيد أو أن حريتنا قد أخذت منا، كما أن التدخل في شؤون الطرف الآخر كعمله أو علاقته بأصدقاءه او عائلته من شأنه أن يترك مجالا للملل أن يتسلل إلى علاقتكم و أن يجعل شريككم لا يطيق التواجد بجانبكم إضافة إلى محاولة هربه باستمرار و بالتالي نقص الحب بينكم.


كثرة الشجارات المبالغ فيها

لا توجد عائلة تخلوا من الشجارات لأنه من المستحيل وقوع ذلك كما أن الخلافات بعد انتهائها تتسبب أحيانا بتقوية العلاقة الزوجية، لكن هذا فقط إن كانت قليلة الحصول، و لا أقصد العكس بل إن كثرة الشجارات بشكل يومي مبالغ فيه من شأنه أن يقتل الحب بين الزوجين، فكما ذكرت في البداية أن الحب هو الهروب من مواجع الحياة و إيجاد السكينة، فماذا إن أصبح بدوره مصدرا آخر لهذه المواجع، هنا سيتحول بيت الزوجية من مكان مريح إلى رقعة حرب يهرب منها أحد الأطراف باستمرار و هنا تقع الفاجعة و الطامة الكبرى في حياة الأزواج.


غياب الاحترام بين الطرفين

التقليل من احترام الطرف الآخر في العلاقة أمر مشين حقا، و أقصد بذلك عدم احترام مبادئه أو معتقداته أو أحلامه و حتى اختياراته و وجوده، وقد يصل بالبعض إلى التقليل من شأنه أمام أسرته أو أصدقاءه و هذا ما يولد حقدا دفينا تجاه الطرف الآخر يزداد يوما بعد يوم حتى ينفجر في يوم من الأيام و يمحي آخر أثر للحب موجود بينكم.


الإهمال وعدم الاهتمام بالطرف الآخر

الإهمال في العلاقة يوازي السم البطيء الذي يقتل كل المشاعر شيئا فشيء، و أقصد بذلك عدم الاهتمام بالشريك سواء من الناحية العاطفية أو النفسية أو حتى المادية، إضافة إلى عدم تقدير وجود الشريك و الثناء على مجهوداته من حين لآخر، و كذا ترك مساحة للروتين أن يتسلل علاقتكم.


الغيرة المبالغ فيها و انعدام الثقة

يقال أن الشيء إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده، فرغم أن الغيرة شيء جميل تواجده في العلاقة إلا أنه سيكون الوحش الذي يهددها إذا تم المبالغة فيه من إحدى الزوجين، حيث سيحس الطرف الآخر بضغط خانق يكتسح مساحته، و بالتالي سيستشعر انعدام الثقة مما سيؤثر سلبا على علاقته الزوجية، وقد يتطور الأمر سلبا ليصل إلى خيانة أو أسوأ من ذلك.


العنف اللفظي

عادة ما نربط كلمة العنف بالجسد، لكن اعتقد أن العنف اللفظي أخطر بكثير، و أقصد بذلك المشادات الكلامية بين الأزواج التي قد يصاحبها كلام خادش للحياء أو إهانة للطرف الآخر أو تهديد أو أكثر من ذلك كلام يلمس نقاط ضعف الطرف الآخر والذي يكون بمثابة غرس خنجر في قلبه.

أفكار لكيفية إحياء الحب بين الزوجين

أفكار لكيفية إحياء الحب بين الزوجين
البداية من جديد كصديقين

الرجوع إلى نقطة البداية في العلاقة أمر ليس بالسيء فهو فرصة لا تعوض لاكتشاف سبب المشاكل في علاقتكم ومحاولة تلافيها عند المحاولة من جديد، لذلك أنصح الأزواج بأن يصبحوا أصدقاء أولا، وأن يخصصوا المزيد من الوقت ليمضياه سويا في التعارف أكثر و اكتشاف الطرف الآخر، وأيضا الغوص في أعماقه، حيث يمكنكما التكلم عن أي موضوع مثلا أحلام شريككم أو مخططاته للمستقبل أو حتى الدول التي يتمنى زيارتها، فلا نهاية للمواضيع التي يمكنكم الدردشة بشأنها وهذا حتما سينشأ حوارا مستمرا بينكم من شأنه أن يحسن العلاقة و يقويها أكثر.


تجديد العلاقة الحميمية بين الزوجين

ماذا عن تجاوز الروتين في علاقتكم الحميمية، بدءا من تخصيص وقت للتعرف على رغبات شريككم و ماذا يحب و يكره خلال الممارسة، فذلك من شأنه أن يخلق تجاوبا رائعا من الطرفين، و حصولهما معا على المتعة التي ترضي كلاهما.


القيام بأنشطة معا

لكل منا هوايات و أنشطة يحب ممارستها لوحدة أو مع أصدقائه فلما لا تضيف شخصا جديدا لهذه اللائحة و أقصد بذلك شريكك، فذلك سيقوي علاقتكما ببعض أكثر كما أنه سيقرب المسافات بينكم، كالسفر معا لمدينة أو دولة تحلمان بزيارتها، تجربة الطيران في المنطاد، الصيد أو الغوص، الرياضة و غيرها من الأنشطة الرائعة التي يمكنكما أن تتشاركا القيام بها و تخلقا لأنفسكم لحظات لا تنسى.


تقبل عيوب الطرف الآخر و شخصيته

لكل منا شخصيته و هويته و هذا ما يميزنا كبشر، و يثير فضولنا الذي يجعلنا نرغب في التعرف على الآخرين ويحتم علينا تقبلهم لنستطيع التعايش معهم، لذلك حاولوا تقبل شخصية شريك حياتكم و كفوا عن محاولة تغييرها فهذا سيدمر علاقتكم، لكل جانب جيد وآخر سيء لا يوجد كمال على وجه الأرض فالكمال لله تعالى وحده، لذلك تقبلوا عيوب الطرف الآخر كتقبلكم لمميزاته في اليوم الأول، و هذا حتما سيحيي الحب بينكم و يقوي روابطكم أكثر.


الكلمة الطيبة و الابتسامة

الكلمة الطيبة و الابتسام في وجه شريككم لها تأثير كبير على نفسيته فهي مفتاح الأفئدة، وغذاء الروح و انشراح للصدر، و أيضا أداة لتأليف القلوب و بهجتها، لذلك احرصوا على أن يكون كلامكم مع شريككم لطيفا غير خادش، مع الإبتسامة في وجه من تحب فذلك حتما سيقوي العلاقة بينكما و يزيدها متانة.


الامتنان وإظهار الرضا التام على العلاقة

يجب أن نتعلم إظهار الامتنان للطرف الآخر حينما يستوجب فعل ذلك، رغم أن بعض الأشياء هي بمثابة واجبات على شريككم القيام بها كوقوفه جانبك في أزمة ما، أو خدمته لك بشكل من الأشكال، إلا أن إظهار امتنانك لوجود شريكك و رضاك التام عن علاقتكما معا في هذه اللحظات له دور كبير في جعل الزوج أو الزوجة يبذلان المزيد من الجهد من أجل الشريك و و بالتالي استمرار الحب بينكما.


بذل مجهود لإيقاع الطرف الآخر في حبك من جديد

حتما إعادة بناء علاقتك مع شريكك ليس بالأمر السهل، فيجب على كل منكما بذل مجهود من أجل ذلك، كدعوة الحبيب للخروج في موعد رومانسي، أو جلب الهدايا له والقيام بمفاجأة ما، تقديم مساج أو تدليك ممتاز له، و غيرها من الأشياء لكي تستطيع كسب وده ونيل قلبه من جديد، و لا تنس الجزء الأهم من ذلك و هو التحلي بالصدق والوفاء التام و الإخلاص للطرف الآخر لتتمكن من الفوز بثقته و حبه أيضا.

نصائح للحفاظ على الحب بين الزوجين

نصائح للحفاظ على الحب بين الزوجين

إنه لشيء جميل أن تتمكنوا من الحفاظ على حبكم شامخا أمام كل الصعوبات التي قد تواجهكم في هذه الحياة، و الأكثر من ذلك استمراركم على المضي معا يدا بيد إلى آخر نفس لكم، كما أنه ليس بالصعب و لا المستحيل القيام بذلك، لذلك سأريكم بعض النصائح التي من شأنها تعزيز علاقتكم بشريككم و الحفاظ على حبكم:


الحوار و المناقشة والتواصل المستمر

الحوار كلمة صغيرة لكنها تصنع فرقا كبيرا في العلاقات الزوجية، فهو من شأنه أن يقرب الازواج من بعضهم أكثر فأكثر، فمن خلاله تصير على دراية تامة بشريكك، عن كيف أمضى طفولته، ما يحب، ما يكره، ما يزعجه، وأحلامه، إنه حقا المفتاح السري للتوغل داخل شريك حياتكم ولمس قلبه وترك بصمتك الخاصة داخله.

كما أن خلق فرص التواصل المستمر من شأنه أن يجنب الأزواج الوقوع في المشاكل أو الخصام، و أيضا يعمل على تطوير علاقتهم ببعضهم البعض و يخلق رباطا قويا بينهما.


تجنب الخجل الجنسي و اعتماد التجديد

إن الخجل لا مكان له في العلاقة الحميمية بين الأزواج، فالجرأة في هذه الحالات هي المقوم الأمثل، لذلك عبروا عن رغباتكم بكل أريحية، حاولوا الإبتعاد عن الروتين و اعتماد طرق جديدة في الجنس كتجربة القيام به في أماكن مختلفة مع وضعيات جديدة تذهل شريككم في كل لحظة يقضيها معكم فهذا ما يبقي الحب حيا بين الأزواج كما يجعله صعب الزوال والاندثار.


اعتماد الكلام الحلو و عبارات الغزل

عبروا عن مشاعركم فنحن لا نقرأ العقول، العبارة التي أحببتها كثيرا و أردت أن أشاركها معكم، فرغم أن شريكك يحس بحبك إلا أنه أحيانا يحب أن يسمع ذلك من الطرف الآخر لذلك قولوا أحبك و لا تترددوا في ذلك، فهي كلمة لها تأثير كبير في قلب سامعها فلا تحرموه منها.

أيضا سيكون من الرائع استعمال الكلام الحلو و بعض كلمات الغزل للتعبير عن عشقكم، ولمنح جرعة من السعادة إلى شريككم، وإليكم مقال اجمل كلام في الحب و الغزل لاستطلاع المزيد.


احترام المساحة الشخصية للطرف الآخر

المساحة الشخصية لشريكك هي متنفسه الذي يشعره بالراحة بعيدا عن كل علاقاته، لذلك لا تتدخل في أعمال شريكك، أصدقائه أو وقته الذي يمضيه برفقتهم، الأنشطة التي يحب ممارستها بمفرده أو معهم، أشياءه و ممتلكاته الخاصة، و هذا حتما سيؤثر إيجابا على علاقتكم حيث سيحس الطرف الآخر بالحرية والثقة الممنوحة له و سيحرص على بقاءها وعدم فقدانها.


الالتزام بالمبادئ الثلاث : الاحترام، الإخلاص و الصدق

شخصيا اعتبر أن هذه المبادئ هي سر المحافظة على الحب و دوامه، فإذا كان شريكك صادقا معك، يحترمك و يحترم شخصيتك، أفكارك، مكتسباتك و حتى مبادئك، و مخلصا لك يبتعد عن كل ما من شأنه أن يزعجك أو يعكر مزاجك فحتما هذا دليل صادق على حبه لك و رغبته في استمرار علاقته معك، وهذا حتما شيء رائع حصوله بين الزوجين.


الاهتمام

أجمل شيء في العلاقة أن يغرقك شريكك في الاهتمام، فهو أكبر دليل على حبه لك، لذلك اهتموا بأزواجكم، و تجنبوا إهمالهم، لا تختلقوا الأعذار عن صعوبة القيام بذلك فمن يريد سيجد وسيلة للقيام بذلك.
و إليكم مقالين قد تجدون فيهم الإفادة بخصوص هذا الشأن حيث أننا تطرقنا فيهم لتفاصيل الاهتمام بين الزوجين :
كيف أهتم بزوجتي
كيف أهتم بزوجي


التضحية و مساندة الشريك

يقال أن الشريك هو السند، و لم تأت هذه الكلمة عبثا، فأزواجكم هم ملجأكم عند الوقوع في أي مشكل أو مأزق، لذلك قفوا بجانب من تحبون عند الصعاب فهناك يظهر الحب الحقيقي، و المشاعر التي يكنها الأزواج لبعضهم البعض، سواء في المرض، الفرح أو القرح، الأزمات المالية و غيرها من المواقف التي يجب على الطرف الآخر مساندتك حتى تتجاوزها أو القيام بتضحيات إذا استلزم الأمر ذلك و كل هذا في سبيل إنجاح العلاقة بينكما والحفاظ على استمرارها.


محاربة الروتين

تجنبا الروتين في علاقتكم و اعتمدوا التجديد، كالسفر معا لاكتشاف ثقافات و أماكن جديدة، تجربة أطعمة غريبة معا، القيام بمغامرات جديدة، تغيير مظهركم و الستايل الخاص بدءا من تسريحة شعركم و ملابسكم، فهذا سيضيف الحيوية إلى العلاقة و يثير فضول شريككم لاكتشاف المزيد كما سيخلق لحظات لن تنسى في حياتكم.


أتمنى أن تكونوا قد استفدتم من هذا الموضوع و نال إعجابكم، أخبرونا باقتراحاتكم الخاصة لكيفية المحافظة على الحب بين الزوجين في قسم التعليقات، قد نضيف بعض منها للمقال.
دمتم في أمان الله وحفظه فريق عمل مدونة كن مثقف يحييكم لنا لقاء آخر في موضوع آخر.

تعليقات